ادماج الرياضه في حياتنا



العديدون منّا يشعرون بأنهم مرهقون وغير نشيطين في إيامهم، وبعضنا يفتقدون تلك الإيّام التي كان فيها بإمكانهم أن يركضوا بسرعة أو أن يتسلقوا إلى قمّة الجبل من دون تعب كبير، والبعض يحلمون ببساطة بالتخلّص من بعض الكيلوغرامات الزائدة.
أسباب تراجع صحّتنا ونشاطنا وحيويّتنا عديدة، وهي متعلّقة بشكل أساسي بأسلوب حياتنا المعاصر، لكن يمكننا أن نواجهها جزئياً عبر إعادة إدخال الرياضة والنشاط إلى أيّامنا. كفصيل حيّ، نحن تطوّرنا في البرّية، نركض ونقطف ونصطاد كل اليوم، ولم نخلق لنجلس بسكون وراء الآلات والمكاتب. بجميع الأحوال، تحويل الرياضة إلى جزء أساسي من حياتنا اليوميّة له منافع كثيرة، منها تحسين الصحّة الذهنيّة والجسديّة، تخفيف مخاطر الأمراض المزمنة (كالتهاب المفاصل، السكّري، الكوليسترول، القلب…ألخ)، المساعدة على تخفيض الوزن، وإعطاء دفعة يوميّة لمزاجنا ومعنويّاتنا.

-  إعرفي أسبابك وألهمي نفسك للبدء والالتزام بالرياضة: من المهم أن نحدّد أسبابنا الشخصيّة أولاً حول لماذا القيام بالرياضة سيكون أمراً مهماً في حياتنا لأننا سنبقي هذا السبب في ذهننا طوال الوقت في ما بعد. قد يكون الهدف هو تخفيض الوزن، تحسين صحّتنا البدنيّة، أو ببساطة اكتساب القدرة على الصعود ثلاث طوابق على الدرج من دون أن نفقد أنفاسنا. بعض الناس لديهم أسباب محدّدة أكثر، مثل التمرّن من أجل المشاركة في سباق الماراتون في الصيف القادم، أو اكتساب جسد أو مهارات المقاتل المحترف. ما أن يصبح لديك صورة واحدة عن هدفك، ابحث قليلاً على الانترنت أو غيره عن أولئك الذين مشوا على نفس الدرب قبلك واستلهم منهم. هنالك العديد من الناس حقّقوا تحوّلات مثيرة للدهشة مع أجسادهم أو اكتسبوا قدرات أكثر إدهاشاً؛ هؤلاء الناس يمكن أن يشكّلوا مصدر إلهام جيّد للبدء بالتمرين.
-  تخطّى جملةأنا ،مشغول جداً ،كسول جداً ،بدين جداً ،عجوز جداً ،من دون لياقة بدنيّة وبالتالي لا يمكنني ممارسة الرياضة دورياً”. الحقيقة هي أنه حين نتحدّث عن الرياضة، كلّ هذه الذرائع غير صحيحة. هنالك برامج وأساليب رياضيّة تناسب الجميع، في كلّ الأعمار والأشكال والحالة الجسدية، وتناسب أوقات الجميع. وهنالك برامج لا تتعدّى الـ 45 دقيقة في الأسبوع (كالمشي بحرّية لربع ساعة في الشارع)، وصولاً إلى البرامج التي تتطلّب 12 ساعة تمرين أسبوعي.
-  حدّد(ي) الوقت المناسب. هذه نصيحة مهمّة جداً لأن توافر الوقت هو الحاجز الأكبر للممارسة الدوريّة للرياضيّة. عليك أن تعاين جدولك وتحدّد ما هو الوقت المناسب للتمرين، وقد تحتاج لاختبار اوقات مختلفة لأسابيع أو لأشهر لاكتشاف الوقت المناسب لك. قد يكون الوقت المناسب هو في الصباح الباكر قبل الذهاب للعمل، أو بعد الظهر عند العودة منه، أو في المساء في صفّ لياقة بدنيّة مثلاً. الأمر المهم هو أنه على التوقيت أن يكون طبيعي ودائم أي أنك لا تضطرّ معه إلى إعادة ترتيب جدولك كل أسبوع لتوفير نصف ساعة للرياضة، على التمرين أن يأتي في وقت يتيح له التحوّل إلى جزء طبيعي من أيّامك.

-  وجود شريك(ة) رياضي: ممارسة الرياضة وحدنا تصبح مملّة بعد فترة. إيجاد شريك لممارسة الرياضة لا يؤنّسنا فحسب، بل أيضاً يحفّزنا على تجاوز قدراتنا العاديّة. نستطيع تحدّي أنفسنا مرّة أو اثنتين، لكن تحدّي صديق أو الحصول على مساعدته لملاقاة تحدٍ ما هو دائماً أفضل.


 تحلّى بالصبر: حين نبدأ بممارسة الرياضة، العديد منّا يبدأون بتوقّع النتائج من الأسابيع والأشهر الأولى، لكن الحقيقة هي أنه إن لم يكن جسدنا رياضي (أو إن مرّت فترة طويلة من دون ممارسة الرياضة) فنحن نحتاج لعام أو عامين من الرياضة الدائمة لكي نمتلك لياقة رياضيّة ويبدأ جسدنا بالتحوّل إلى جسد رياضي. لا يجب أن ننخدع بالإعلانات المدفوعة التي تملأ الانترنت والتي تعدنا “بخسارة الدهون الزائدة في ثلاث أسابيع”، أو “الحصول على الجسد المثالي خلال شهر واحد”. خسارة الدهون والحصول على جسد جيّد على المدى البعيد تستوجب منّا بناء آلة جسديّة وعضليّة صحّية وحارقة للدهون، وهذا يستغرق أشهر وسنوات من العمل المركّز. تحلّوا بالصبر، وستصلون إلى أهدافكم!
-  نوّع(ي) الرياضة، استمتع(ي) بها، واستمرّ(ي)!: من المهم أن نستمتع بما نقوم به، لذلك من المهم أيضاً تنويع أسلوب تمريننا واختبار أنواع مختلفة من التمرينات من وقت لآخر لكي لا نقع في الروتين الدائم. لكن حتّى مع التنويع، سنشعر أحياناً بالملل من ممارسة الرياضة، وهذا أمر طبيعي. ومن الطبيعي أيضاً أن تمرّ علينا أسابيع نشعر بها أنه لدينا طاقة أقلّ للرياضة وأننا لا نستطيع حتّى رفع اصبعنا، وهذا أيضاً طبيعي. المهم أن نستمرّ رغم هذه الفترات، ففي النهاية، جملة “لا نتيجة من دون ألم” 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق